شريف القبيلي وشريفة الهاشمية

الحدث الأول:
في الوقت الذي كانت فيه العروسة متربعة على (الكوشة) تنتظر انتهاء مراسيم الزفاف يأتي والدتها بلاغ عاجل وطارئ من والدها : ( شلي بنتش ويا الله احنا بالباب مابش عرس) السبب ان شياطين السلالة وقفوا على رأس ابن عمهم: كيف تزوج قبيلي؟؟! ليرضخ بعد ذلك لوسوستهم وصراخهم.. انتهى العرس وذهبت العروس في واد البكاء فيما العريس لم يبرح مرتبة عرسه في صدارة الديوان إلا وقد تصدر أحد جيرانه وصحبه بأن عقد له بإبنته وواصل الجميع المقيل والسمرة والزفة.
الحدث الثاني:
بعد اتمام مراسيم الخطبة والحضور لدفع تكاليف العرس تفاجأ والد العريس والواسطة أنّ والد العروس رفض اتمام هذا الزوج!! ذات التكتيك السابق حضر شياطين السلالة بخيلهم ورَجِلهم على ابن عمهم وقالوا: بعقلك تزوج ابن القبيلي؟؟!! وتم ارغام البنت بالزواج بإبن عمها والذي تزوج عليها بعد ذلك لعدم قناعته بها.
هاتان الحادثتان وقفتُ عليهما سمعا وبصرا وفؤادا..
الشاهد في الأمر انه من الطبيعي أن يكون هذا سلوك معظم الهاشميين - اعرف هواشم من بني آدم على قدر عال من التدين والاخلاق وقبايل عَسِره تُزوِج من خارج أسرتها- منهج الهادوية قائم على العنصرية ومذهبهم قائم على التمييز الطبقي وفكرهم يرتكز على انهم آل البيت والعترة المطهرة والنطفة الطاهرة ولذلك يسعون وحسب زعمهم و بكل ما أوتو من دجل وتضليل واساطير وأباطيل وتزوير وتحريف نقاء سلالتهم وعدم تلويثها بغيرهم... يُخيل اليهم انهم اناسٌ يتطهرون!!
المُشكِله والطامة والصاخة أنّ كثير من ابناء اليمن أحفاد التبابعة والمكاربة والأقيال واحفاد أنصار رسول الله تشبثوا واعتنقوا مذهب السلالة العنصرية وتمترسوا بالطبقية ولذلك تجد ذلك أمرا ظاهرا وظاهرةً تتنامى ، تقوم القيامة ولاتقعد داخل الفرد حين يفكر ان يتزوج من إبنة رجل يمتهن الحلاقة او الجزارة او يبيع خضرة أو يزرعها وأما لو افصح برغبته لأهله فمن ذا الذي يوقف بركانا هائجا من الغضب يدفع بالأب واسرته بالفتك بابنهم او التبرؤ منه لو تزوج ابنة حلاق او جزار او بائع خضرة او ماشابه إنهم يرون الأمر عارا وشنار وفضيحة على رؤوس الخلائق.. إنهم قوم لايعقلون؟
بقدر مايعاني المجتمع اليمني من خطيئة السلالة الهاشمية في زرع العنصرية وتعاهدها بالرعاية فإن مجتمعنا يعاني الأمرين حين يكون التمايز الطبقي والعنصري بينهم اشد مايكون بل اضحى عُرفا!!
تذهب لتخطب لإبنك ولديه سيرة حافلة بالدين والأخلاق والعلم ولربما تملك مالا ومنصبا إلا أنك تُعطَى مهلة حتى تتشاور أسرة المخطوبة والتأكد من حقيقة سيرتك ومايحيطها بها وهذا أمر مباح لا اشكال فيه فمن حق الأب ان يطمئن على سعادة إبنته وليت الأمر توقف هنا لسَلمنا به تسليما ، لعل سيرتك العطرة ( دينا واخلاقا وعلما ومالا ومنصبا) تذهب أدراج الرياح بعد عملية استخبارية دقيقة لآل العروس للتنقيب عن أصلك وفصلك وأنه لايوجد من اسرتك لا حلاق ولا طباخ ولا جزار ولا بائع خضرة (قشام).
إن اسقاط الطبقية والعنصرية والتفاضلية والعرقية واجب على كل فئات المجتمع والإسقاط ليس بالتنظير والخطابة والكتابة وإنما بالفعل والعمل!! فهل يملك الجرأة والشجاعة والإقدام مشائخ القبيلة وعقالها ووجهائها واعيانها ورؤساء وقادة الحركة الاسلامية والنخب السياسية والثقافية والفكرية والاجتماعية ان يرتبوا لإقامة عرس جماعي لمن يتقدم طالبا الزواج منهم ولديه المؤهلات الشرعية والإنسانية إلا انه ينظر إليه (ظلما) أنه ناقص وكما يقال خط 110 لانه او اسرته تمتهن مهنا حرا وشريفة كما سبق ويأكل من عمل يده كما امتدحته الشريعة الغراء!! هل تجرؤ تلك النخب ايضا ان تتزوج من تلك الأسر ذات المهن السالفة الذكر. وهل من تشريعات صارمة لمن يمارس ويشيع هذا السلوك السلالي الإنساني.
لم تكن الوثيقة المنسوبة لبعض آل السباعي إلا جزءا من الوثيقة الفكرية السلالية ووثيقة الشرف القبلي التي اعدتها السلالة ممزقة بها النسيج الاجتماعي ولن تكن هذه الوثيقة الطبقية هي الأخيرة بل ستعقبها وثائق مثلها مادام عقول كثير من اليمنيين رهينة الفكر السلالي.
ختاما لازال اليمنيون- إن لم يكن كلهم فسوادهم الأكثر- لايجرؤن أن يحطموا عن أنفسهم سلاسل السلالة الطبقية والعنصرية ومتى امتلكوا الجرأة لذلك زالت السلالة وسلاسلها.