الإثنين 12 مايو 2025 01:15 مـ 15 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

اتفاق مفاجئ بين أمريكا والصين يخفض الرسوم الجمركية ويهدئ الحرب التجارية

الإثنين 12 مايو 2025 12:42 مـ 15 ذو القعدة 1446 هـ
الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين
الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين

في لحظة اعتبرها مراقبون مفصلية في المشهد الاقتصادي العالمي، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية عن التوصل إلى اتفاق غير مسبوق لخفض الرسوم الجمركية المتبادلة بين البلدين، وذلك في خطوة تهدف إلى تهدئة النزاع التجاري الذي ألقى بظلاله الثقيلة على الاقتصاد العالمي منذ سنوات. هذا الإعلان، الذي جاء عقب أول محادثات رسمية بين الجانبين منذ اندلاع الحرب التجارية بقيادة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مثّل ضوءًا جديدًا في نفق مظلم من الصراعات الاقتصادية.

خفض كبير في التعريفات الجمركية

بحسب ما أعلنه وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت اليوم، فإن الاتفاق ينص على تقليص الرسوم الجمركية بنسبة 115 في المئة ابتداءً من يوم الأربعاء، ولمدة تسعين يومًا قابلة للتجديد. ووفقًا للأرقام الرسمية، فإن الرسوم الجمركية الأمريكية على المنتجات الصينية ستتراجع إلى نسبة 30 في المئة، في حين ستنخفض التعريفات الصينية على السلع الأمريكية إلى 10 في المئة، وهو تراجع ملموس مقارنة بالمستويات السابقة التي تجاوزت ثلاثة أرقام.

اتفاق ثلاثي الأبعاد: اقتصاد، سياسة، وتكتيك

الاتفاق لم يكن وليد المصادفة، بل نتيجة محادثات معمقة جرت في أجواء تتسم بالحذر والترقب. وقد اتفقت الولايات المتحدة والصين، في بيان مشترك، على تحويل الرسوم الجمركية ذات الأرقام الثلاثية إلى نسب أكثر واقعية في خانة الأرقام الثنائية، على أن تواصل فرق التفاوض من الطرفين مناقشة البنود العالقة والسعي نحو تسوية نهائية للنزاع التجاري. هذه الخطوة تعكس تحولًا في الأسلوب من المواجهة إلى الحوار، ومن الصراع إلى التفاهم المرحلي.

خلفيات الحرب التجارية ودوافع التهدئة

تعود جذور الحرب التجارية إلى القرارات التي اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي استهدفت فرض رسوم عقابية على السلع الصينية في محاولة لإعادة التوازن التجاري. وردت بكين بالمثل، مما أدى إلى موجات من التوتر الاقتصادي في الأسواق العالمية. ويبدو أن دوافع التهدئة اليوم ترتبط بتحديات اقتصادية ضاغطة على الجانبين، بما في ذلك تباطؤ النمو، وتقلبات الأسواق، وضغوط التضخم، ما دفع البلدين إلى البحث عن نقاط التقاء.

انعكاسات محتملة على الاقتصاد العالمي

هذا الاتفاق المؤقت قد يحمل في طياته بداية تحول كبير في السياسات التجارية العالمية. فتخفيف الرسوم الجمركية بين أكبر اقتصادين في العالم يمكن أن يؤدي إلى استقرار الأسواق العالمية، وتحفيز حركة التجارة الدولية، وتقليص حالة عدم اليقين التي تسيطر على المستثمرين. لكنه في الوقت نفسه، يبقى رهينًا بتطور المفاوضات المقبلة، وبتوازن دقيق بين المصالح الوطنية والضغوط الدولية التي تحيط بالعلاقات التجارية بين واشنطن وبكين.