السبت 10 مايو 2025 11:20 صـ 13 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

شبهات عسكرية أم أطماع خفية؟ خطة ترامب الجديدة تضع غرينلاند على صفيح ساخن

السبت 10 مايو 2025 09:49 صـ 13 ذو القعدة 1446 هـ
غرينلاند
غرينلاند

وسط طبقات الجليد في غرينلاند، تتكشف لعبة جيوسياسية معقدة تقودها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تثار تساؤلات جديدة عن النوايا الحقيقية خلف اقتراح نقل الإشراف العسكري على الإقليم من القيادة الأوروبية إلى القيادة الشمالية الأمريكية. وبينما يُطرح التغيير كخطوة "منطقية" جغرافياً، تُخفي بين طياتها إشارات سياسية قد تعيد إشعال الخلافات بين واشنطن وكوبنهاغن، وتُحفّز مخاوف من سباق نفوذ جديد في القطب الشمالي.

تحركات سرية وخطة تغيير القيادة

أفادت مصادر مطلعة لشبكة "سي إن إن" أن إدارة ترامب تدرس نقل مسؤولية الأمن في غرينلاند إلى القيادة الشمالية الأمريكية بدلاً من القيادة الأوروبية. التغيير، الذي يبدو في ظاهره إدارياً، يحمل أبعاداً رمزية خطيرة، خاصة أن غرينلاند تُعد منطقة استراتيجية في الأمن القومي الأمريكي، رغم كونها جزءاً من الدنمارك. وأشارت المصادر إلى أن هذه النقاشات ليست جديدة بل تعود إلى ما قبل عودة ترامب إلى الحكم هذا العام.

قلق دانماركي وغموض في الموقف الأمريكي

رغم تحفظ القيادة الشمالية الأمريكية على التعليق، إلا أن عدداً من المسؤولين الأمريكيين أعربوا عن حذرهم من تنفيذ هذا القرار. وتأتي هذه التحركات في ظل قلق متزايد من المسؤولين الدنماركيين الذين اعتبروا هذا التوجه تقويضاً لسيادة الدنمارك على غرينلاند، بل ويؤدي إلى فصل رمزي عن الوطن الأم، مما قد ينعكس سلباً على العلاقات بين البلدين.

تصريحات ترامب تفجّر الجدل مجدداً

في مقابلة مثيرة للجدل مع قناة "إن بي سي"، لم يستبعد الرئيس ترامب اتخاذ خطوات أكثر حدة، قائلاً: "لا أقول إنني سأفعل، لكن لا أستبعد شيئاً. نحن بحاجة ماسة إلى غرينلاند". وأضاف أن الولايات المتحدة ستعتني بالسكان المحليين، لكنها بحاجة إلى الإقليم لأسباب تتعلق بالأمن الدولي. تلك التصريحات لم تمر مرور الكرام، حيث أعادت إلى الأذهان محاولاته السابقة لشراء غرينلاند، والتي قوبلت برفض دانماركي قاطع.

خلفية صراعية على موارد القطب الشمالي

يشير مراقبون إلى أن الاهتمام الأمريكي بغرينلاند يرتبط بتزايد المنافسة العالمية على موارد القطب الشمالي، وخاصة في ظل تحركات روسيا والصين لتعزيز وجودهما هناك. ويقول مسؤولون إن القيادة الأوروبية الأمريكية كثيراً ما تُهمل غرينلاند بسبب بعدها الجغرافي عن أوروبا، بينما تعتبرها القيادة الشمالية نقطة مراقبة حيوية لأي تهديد جوي محتمل.

تجسس واستخبارات.. نار تحت الرماد

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الولايات المتحدة وجّهت وكالاتها الاستخباراتية لمراقبة النشاطات السياسية في غرينلاند، خاصة تلك المتعلقة بالحركات الاستقلالية ومواقفها من استخراج الموارد. هذا التقرير أثار حفيظة الخارجية الدنماركية، التي أعلنت نيتها استدعاء القائم بأعمال السفير الأمريكي في كوبنهاغن لإجراء محادثات عاجلة.