السفارة الأمريكية في اليمن تسخر من حملة الحوثيين ”مدري” في تغريدة لافتة وساخرة

في رد فعل لافت وغير معتاد، سخرت السفارة الأمريكية لدى اليمن من الحملة الإعلامية التي أطلقتها جماعة الحوثيين تحت عنوان "#مدري"، والتي تهدف إلى تشجيع المواطنين على التكتم ورفض الاعتراف بأي معلومات حول مواقع القيادات الحوثية أو الغارات الجوية، حتى وإن كانت واضحة للعيان.
وأعادت السفارة نشر تغريدة عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "إكس" (تويتر)، انتقدت فيها بسخرية الحملة الحوثية، وكتبت:
"في بعض الأحيان تكون الحقيقة واضحة جداً ولا يمكن إخفاؤها. #مدري".
ولمزيد من البلاغة الساخرة، أرفقت السفارة صورة كاريكاتورية تظهر رجلاً يرتدي الزي اليمني التقليدي وهو يحذّر سائق سيارة غرست عجلاتها في الرمال قائلاً له: "سيارتك غرزت يا أخي!" ، ليجيبه السائق بكل ثقة وبكلمة واحدة معبرة: "مدري!" .
التغريدة والصورة الكاريكاتورية لاقتا تفاعلاً واسعاً وسريعاً بين المتابعين اليمنيين على المنصة، الذين اعتبروا أن الرسالة الأمريكية تحمل دلالة قوية على أن واشنطن تدرك تمامًا محاولات الحوثيين المستمرة للتضليل وتزوير الحقائق، خصوصاً فيما يتعلق بالضربات الجوية أو أماكن تواجد قيادات الجماعة العسكرية والسياسية.
وتشير هذه التغريدة إلى تصاعد مستوى الاستياء الأمريكي من أساليب الحوثيين في إدارة الخطاب الإعلامي، حيث باتت تلك المحاولات غير فعالة أمام الدقة والاستخبارات العالية التي تمتلكها الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة.
ويرى عدد من المراقبين أن هذا التفاعل العلني من السفارة الأمريكية يُعد مؤشراً على تصعيد غير مباشر في الحرب النفسية والإعلامية مع الجماعة، كما يعكس ثقة واشنطن في قدرتها على كشف زيف الروايات الحوثية، ووضع الحقائق أمام الرأي العام المحلي والدولي بشكل مباشر ودون مواربة.
ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وكل من الحوثيين وحلفائهم الإقليميين، خاصة بعد سلسلة من الهجمات والاتهامات المتبادلة خلال الأشهر الماضية، مما يشير إلى أن الحرب لم تعد فقط على الأرض، بل أيضًا في الفضاء الرقمي وفي معركة الخطاب والحقيقة.