غزة تنزف تحت الحصار.. 33 شهيدًا ونقص كارثي بالمستلزمات الطبية

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، صباح يوم الإثنين الموافق 12 مايو 2025، عن تسجيل 33 شهيدًا و94 إصابة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي المتصاعد على قطاع غزة. وجاءت هذه الإحصائية ضمن البيان اليومي الذي تصدره الوزارة عبر قناتها الرسمية على تطبيق تليجرام، لتوثيق حجم المأساة الإنسانية في ظل الحصار المستمر.
حصيلة ثقيلة منذ بداية العدوان
وأكدت الوزارة أن عدد الضحايا الإجمالي منذ اندلاع العدوان في السابع من أكتوبر عام 2023 قد وصل إلى 52 ألفًا و862 شهيدًا، إضافة إلى 119 ألفًا و648 مصابًا. وأشارت إلى أن الفترة الممتدة منذ استئناف العمليات العسكرية في 18 مارس 2025 وحتى اليوم شهدت سقوط 2749 شهيدًا و7607 إصابات، في واحدة من أعنف مراحل الحرب على غزة، والتي تركت آثارًا مدمرة على البشر والبنية التحتية، خاصة في القطاع الصحي.
الكارثة الطبية: نقص حاد في الأجهزة والمواد
وفي تطور خطير، أكدت وزارة الصحة أن مستشفيات القطاع تعمل في ظروف مأساوية، حيث باتت أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ تعتمد على أدوات طبية مستهلكة، مع نفاد كميات حيوية من الأجهزة مثل أجهزة الأشعة المتنقلة وأجهزة التخدير، ما يحد من قدرة الفرق الطبية على إجراء التدخلات الحرجة. كما تعاني الجراحات التخصصية كجراحات العظام والأوعية الدموية والعيون من نقص كامل في الأدوات والآلات الجراحية.
عجز في الأقسام المبيتة والمستلزمات الأساسية
أوضحت الوزارة أن أقسام المبيت في المستشفيات أصبحت غير قادرة على استيعاب المرضى والجرحى، نتيجة النقص الشديد في الأسرة الطبية والأدوات المساعدة. وأضافت أن الأرصدة الخاصة بالغازات الطبية مثل ثاني أكسيد الكربون والإثلين والأوكاسيد وصلت إلى الصفر، ما يضع حياة المرضى في خطر دائم، فضلًا عن نفاد الأقمشة الخاصة بالعمليات، الشراشف، والأكفان، في صورة مؤلمة تعكس مدى التدهور الحاصل.
انهيار في مكافحة العدوى والطواقم بدون إمدادات
ذكرت وزارة الصحة أن إجراءات مكافحة العدوى مهددة بالتوقف نتيجة نقص أدوات النظافة والتعقيم، بما في ذلك الكلور المركز والأنزيمات والملح البلوري. كما نبهت إلى أن الطواقم الطبية، التي تواصل العمل على مدار الساعة، تفتقر إلى إمدادات غذائية أساسية تضمن استمرار أدائها في ظل الضغط الهائل. وتفاقم هذه الأزمات تدهور القطاع الصحي بشكل عام، مما يهدد بمضاعفة الكارثة الصحية والإنسانية في غزة.
الاحتلال يمنع المساعدات.. والمأساة تتعمق
أكدت الوزارة أن الاحتلال الإسرائيلي مستمر منذ الثاني من مارس 2025 في منع إدخال المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية إلى قطاع غزة، مما يزيد من تعقيد الأزمة. ويعتمد المواطنون في غزة بشكل كامل على هذه المساعدات من أجل البقاء، في وقت أصبحت فيه المستشفيات شبه عاجزة عن تقديم الرعاية اللازمة، وسط تصاعد العدوان واتساع نطاق المجازر اليومية.