المشهد اليمني

بوتين يستدعي ذاكرة الحرب العالمية الثانية لحشد الروس .. انتصار الأمس يُوظف في صراعات اليوم

الأحد 11 مايو 2025 10:51 مـ 14 ذو القعدة 1446 هـ
بوتين وشقيقه
بوتين وشقيقه

في مشهد مهيب من الساحة الحمراء بموسكو، ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطابًا في الذكرى الـ80 لانتصار بلاده على ألمانيا النازية، مستحضرًا مآثر والده في الحرب العالمية الثانية، في لحظة عاطفية وسياسية بامتياز أعادت ربط الماضي بالحاضر.

ذاكرة شخصية تتحول إلى خطاب قومي

قال بوتين: "لقد ورثنا من آبائنا الدفاع بقوة عن مصالحنا الوطنية وتاريخنا"، في إشارة مباشرة إلى الدور البطولي لوالده، الذي تطوع في الحرب رغم إعفائه من الخدمة، ونفذ عملية استخبارية خلف خطوط العدو. وتحدث بوتين عن حيلة نادرة أنقذت والده من قبضة الجنود الألمان عندما اختبأ في مستنقع وتنفس عبر قصبة نباتية، بينما كانت الدوريات النازية تمر بالقرب منه.

الحكايات الشخصية امتدت إلى والدته التي نُقلت إلى المشرحة خطأ ظنًا أنها فارقت الحياة، قبل أن ينقذها والده ويُعيدها إلى المنزل. كما تحدث بوتين مرارًا عن وفاة شقيقه الصغير "فيتيا" أثناء حصار لينينغراد، ما يعكس عمق تأثير الحرب على أسرته.

استعراض تاريخي ورسائل سياسية معاصرة

احتفالات يوم النصر هذا العام جاءت أكثر زخمًا، مع مشاركة وفود من 13 دولة وأكثر من 20 رئيسًا. وجاء الاستعراض العسكري حافلاً بعرض القوة، من خلال منصات صواريخ باليستية وطائرات حربية وجنود مدججين بالأسلحة، في رسالة واضحة عن جاهزية موسكو العسكرية، رغم التحديات الجيوسياسية.

بوتين لم يكتف بإحياء الذكرى، بل وظّفها لإعادة تأطير الحرب الأوكرانية الحالية، رابطًا ما وصفه بـ"النازيين الجدد" في كييف بأعداء الماضي، ومشيرًا إلى شخصيات أوكرانية مثل ستيبان بانديرا، الذي اتُهم بالتعاون مع النازيين وقُتل على يد جاسوس سوفييتي.

السردية الروسية في مواجهة الغرب

يرى مراقبون أن بوتين يستخدم هذه المناسبة للحشد القومي وترسيخ شرعية حملته العسكرية في أوكرانيا. فقد شدد خلال خطابه على أن "كل المواطنين الروس يؤيدون العملية الخاصة"، مستندًا إلى الذاكرة الجمعية التي تحتفل بصمود الروس خلال الحرب الوطنية العظمى بين عامي 1941 و1945، والتي أودت بحياة نحو 27 مليونًا من السوفييت، مقارنة بأرقام أقل بكثير في صفوف بريطانيا والولايات المتحدة.

الدبلوماسية والرمزية: الصين وأصدقاء موسكو في الصورة

منصة الاحتفال لم تكن فقط للاستعراض المحلي، بل أظهرت رمزية دولية عبر حضور زعماء مثل الرئيس الصيني، ما يعكس فشل الجهود الغربية لعزل موسكو، ويعزز صورة روسيا كقوة لا تزال تحتفظ بتحالفات استراتيجية.

"الفوج الخالد": الشعب يُعيد كتابة التاريخ

جزء لا يتجزأ من الاحتفالات هو "الفوج الخالد"، حيث يخرج آلاف المواطنين حاملين صور أقاربهم الذين شاركوا في الحرب. بوتين نفسه شارك لسنوات في هذه المسيرات، حاملًا صورة والده، في تجسيد لرواية وطنية تستند إلى التضحية والانتصار.

فلاديمير بوتين، يوم النصر، الحرب العالمية الثانية، ذكرى النصر على النازية، الساحة الحمراء، الفوج الخالد، الحرب الأوكرانية، استعراض عسكري روسي، ستالينغراد، الاتحاد السوفييتي، ستيبان بانديرا، النازيون الجدد، روسيا وأوكرانيا، خطاب بوتين، ضحايا الحرب، الجبهة الشرقية.