ناشطة يمنية تشيد بموقف رجال الأمن في التعامل مع مظاهرة النساء بعدن

في لحظة تاريخية تخلد بطولات الشعب ونضالاته، أشادت الناشطة السياسية نورا الجروي بموقف رجال الأمن في مدينة عدن، الذي وصفته بـ"الانقلاب الإنساني والوطني"، حيث تحولوا من مجرد حماة للأمن إلى حماة للحق والعدل، وهم يوفرون الحماية الكاملة للتجمعات النسائية التي خرجت في الأيام الماضية للمطالبة بتحسين أوضاع المعيشة وتوفير الخدمات الأساسية.
وقالت الجروي إن مشهد خروج نساء عدن إلى الساحات والميادين، رغم كل الظروف الصعبة، يعكس إرادة شعبية لا تقهر، ورغبة صادقة في التغيير والإصلاح. وحملت هذه الاحتجاجات مطالب واضحة ومحددة، تتمثل في إنهاء انقطاع الكهرباء المستمر، ومعالجة انهيار الخدمات العامة، والتخفيف من الأعباء المعيشية المتراكمة التي تثقل كاهل الأسر، خاصةً النساء اللواتي تحملن العبء الأكبر في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها المدينة.
وأكدت الجروي أن "المشهد البهي الذي قدمنه نساء عدن لم يكن فقط نداءً لتحسين الواقع، بل كان أيضًا رسالة قوية بأن المرأة اليمنية ليست ضحية فقط، بل هي محرك أساسي للتغيير، وأنها القلب النابض لهذا الوطن، والروح الثائرة التي لا تستسلم ولا تستكين".
ووجهت التحية للنساء المناضلات، مؤكدة أنهن عبر مشاركتهن الحضارية والسلمية، قد زرعن الأمل في النفوس وأثبتن أن الإرادة الحقيقية قادرة على تجاوز كل العقبات، وأن القوة ليست في العنف أو القمع، بل في العزيمة والإصرار على بناء مستقبل أفضل.
وفي سياق متصل، وجهت الجروي تحية خاصة إلى رجال الأمن في عدن، الذين وقفوا وقفة رجل واحد، لحماية المسيرات النسائية وتأمين حق التعبير المشروع لها، مشيرة إلى أن هذا الموقف الشجاع يعكس مستوى الوعي الوطني والإنساني لدى هؤلاء الضباط والجنود، ويؤكد أن دور المؤسسة الأمنية الحقيقي هو حماية المواطنين وحقوقهم، وليس استخدام القوة لقمع صوتهم.
وأضافت أن هذه الوقفة البطولية تعكس تحوّلاً نوعيًا في العلاقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، وهي خطوة نحو إعادة بناء الثقة بين الشعب ومسؤوليه، وبين المواطن ووطنه، مشددة على أن استقرار أي بلد لا يقوم إلا على أسس من العدالة والمساواة والكرامة الإنسانية.
واختتمت الجروي تصريحاتها بنداء ملح للحكومة الشرعية، دعت فيه السلطات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها التاريخية والوطنية تجاه الشعب، وخاصة الفئات الأكثر احتياجًا، وفي مقدمتهم النساء، اللواتي يعشن تحت وطأة ظروف إنسانية صعبة تتطلب تدخلًا سريعًا ودعمًا حقيقيًا من قبل الجهات الحكومية.
وشددت على أن الحل الوحيد للخروج من الأزمة الراهنة يكمن في توحيد الجهود بين الحكومة والمجتمع، والعمل المشترك من أجل بناء وطن جديد، يسوده العدل، وتتحقق فيه الكرامة، ويُعاد من خلاله للمرأة موقعها الطبيعي كشريك فاعل ورئيس في مسيرة التنمية والنماء، مؤكدة أن استقرار اليمن واستقلاله لن يتحققا إلا حينما تُستعاد حقوق الجميع، ويُعاد الاعتبار لكرامة الإنسان فوق كل اعتبار.