الأقمار الصناعية تكشف آثار الغارات الإسرائيلية على مطار صنعاء الدولي

كشفت صور التُقط عبر الأقمار الصناعية اليوم الخميس عن مشاهد لافتة من الدمار الذي خلّفته الغارات الجوية التي نفذتها إسرائيل فجر اليوم على مواقع متفرقة في العاصمة اليمنية صنعاء، من بينها مطار صنعاء الدولي، في تصعيد عسكري جديد يعكس تفاقم الصراعات الإقليمية والدولية المحيطة بالمنطقة.
وأظهرت الصور الحديثة التي حصلت عليها عدد من وكالات الأنباء الدولية أعمدة الدخان المنبعثة من داخل محيط مطار صنعاء الدولي، إلى جانب ما يبدو أنها آثار انفجارات مباشرة استهدفت بعض المرافق والمعدات الأرضية داخل المطار.
كما كشفت الصور عن حالة من التدمير الجزئي في البنية التحتية للمطار، مما قد يؤدي إلى تعطيل حركة الملاحة الجوية فيه بشكل مؤقت.
ويأتي هذا الهجوم في ظل تصاعد التوترات بين "مليشيات الحو ثي" وكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث تتهم هذه الأخيرة الجماعة بمواصلة استهداف المصالح الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة، ودعم عمليات ضد الملاحة البحرية في البحر الأحمر، ضمن سياق أوسع من التصعيد المرتبط بالصراع في قطاع غزة.
لم تصدر حتى اللحظة أي تصريحات رسمية من قبل السلطات الإسرائيلية حول تنفيذ الغارات، لكن مصادر استخباراتية غربية أشارت إلى أن الضربات الجوية جاءت رداً على ما وصفته بـ"التهديدات المتزايدة" النابعة من مناطق تحت سيطرة الحوثيين، مضيفة أن الاستهداف كان "مدروساً" ويستهدف مواقع ذات طبيعة عسكرية أو لوجستية.
على الجانب الآخر، أدانت وزارة الدفاع التابعة للجماعة الحوثية ما وصفته بـ"العدوان الإسرائيلي الجديد"، وأكدت في بيان مقتضب أن هذه الهجمات لن تثني الجماعة عن مواصلة ما سمّته "المقاومة المشروعَة دفاعاً عن الشعب اليمني والقضايا العادلة".
ويُعد هذا الهجوم هو الثاني من نوعه خلال العام الجاري الذي تستهدف فيه إسرائيل مواقع في اليمن، مما يشير إلى توسع محور الصراع ليشمل دولاً وأطرافًا جديدة، في وقت تستمر فيه التحركات الدبلوماسية الدولية لإيجاد حلول سياسية تحد من التصعيد.
تجدر الإشارة إلى أن اليمن يعيش منذ سنوات حالة من عدم الاستقرار السياسي والعسكري نتيجة الحرب المستمرة بين الجماعة الحوثية والشرعية والتي دخلت عامها الثامن.
ومع تصاعد الصراع ليشمل أطرافاً إقليمية ودولية جديدة، فإن الوضع الإنساني والاقتصادي في البلاد يبقى الأكثر تأزماً، مع استمرار تدهور الخدمات الأساسية وتزايد المعاناة لدى السكان المدنيين.