وزير الأوقاف الأسبق يعلّق على استرجاع مبالغ الحجاج

في تعقيب له على منشور متداول بشأن إعادة مبالغ مالية لحجاج العام الماضي، عبّر وزير الأوقاف والإرشاد الأسبق، فؤاد بن الشيخ ابوبكر، عن ترحيبه بهذه الخطوة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن إعادة الحقوق للحجاج واجب شرعي لا يُعد منّة، بل مسؤولية لا يجوز تجاهلها.
وقال بن الشيخ في بيان له:
"الحمد لله رب العالمين، لقد وصل إلينا منشور يتعلق بإعادة مبلغ 645 ريال سعودي للحجاج الذين أدّوا مناسك الحج العام الماضي، من قبل وزارة الأوقاف والإرشاد، وهي خطوة مباركة نأمل أن تصبح عادة راسخة، يتم من خلالها رد مبالغ الخدمات التي لم تُقدَّم للحجاج بالشكل المطلوب".
وأبدى الوزير الأسبق ملاحظته حول صيغة المنشور، مشيرًا إلى ما ورد فيه على لسان الكاتب عادل اليافعي، الذي وصف إعادة المبالغ بأنها "المرة الأولى في تاريخ اليمن منذ دخول الإسلام"، بل وذهب إلى حد تشبيه هذا الإجراء بما قام به صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار، قائلاً: "لم يسبقكم بها أحد إلا الصحابة... وأنكما من يستحق حكم البلاد والعباد".
وفي هذا السياق، علّق بن الشيخ بالقول:
"أظن أن صياغة الخبر بهذه الطريقة تدل على إما جهل من الكاتب بتاريخ الوزارة، أو تعمده تجاهل الحقيقة التي يعرفها الكثيرون، والتي هي أوضح من شمس الظهيرة".
كما قدّم الوزير الأسبق شكره وتقديره للوزير الحالي معالي الشيخ عيضة شبيبة، مثمنًا جهوده في خدمة الوزارة والحجاج، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن "إعادة الحقوق واجب شرعي، وتركها يُعد نوعًا من النهب والفساد الذي يُحاسب عليه الإنسان في الدنيا والآخرة".
وفي ختام تصريحه، لفت بن الشيخ إلى أن إعادة المبالغ للحجاج لم تكن سابقة فريدة، مؤكدًا أن وزارته في العام 2015 بادرت إلى هذه الخطوة، حيث تم استرجاع مبلغ 2500 ريال سعودي لكل حاج، مضيفًا:
"في العام التالي انخفضت تكلفة الحج إلى 5000 ريال سعودي، وبهذا كنا الأقل على مستوى الوطن العربي والعالم، دون مبالغة، مع توفير أفضل المواقع في منى وأرقى المساكن في مكة".
وأشار إلى أن إنجازات تلك الفترة لم تحظَ بالتغطية الإعلامية الكافية، قائلاً:
"لم تكن لدينا ماكينة إعلامية تروّج لما تحقق، وقد نلنا تكريمنا بطريقة عجيبة تمثلت في الإقالة قبل اكتمال موسم الحج".
وختم بن الشيخ تصريحه بآية قرآنية تؤكد على مبدأ العدالة والإنصاف، قائلاً:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾.